إسماعيل عبد السلام أحمد هنية، وُلد في 29 يناير 1963 في مخيم الشاطئ للاجئين بمدينة غزة، لعائلة لجأت من قرية الجورة بعد النكبة عام 1948. نشأ في بيئة متواضعة، حيث عايش معاناة اللاجئين الفلسطينيين، مما شكّل وعيه السياسي والوطني منذ الصغر.

تلقى تعليمه الأساسي في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بمخيم الشاطئ، وأكمل دراسته الثانوية في معهد الأزهر الديني بغزة، حيث حصل على الثانوية العامة عام 1981. لاحقًا، التحق بالجامعة الإسلامية في غزة، وحصل على درجة البكالوريوس في الأدب العربي عام 1987. خلال فترة دراسته الجامعية، انخرط في النشاط الطلابي، حيث شغل منصب رئيس مجلس طلبة الجامعة الإسلامية بين عامي 1983 و1984، مما أتاح له فرصة تطوير مهاراته القيادية والتواصل مع الشباب الفلسطيني.

في أوائل الثمانينيات، انضم هنية إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت تُعتبر الأرضية التأسيسية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). بعد تخرجه، عمل معيدًا في الجامعة الإسلامية، ثم تولى الشؤون الإدارية فيها. في عام 1989، اعتقلته السلطات الإسرائيلية لمدة ثلاث سنوات، ثم نُفي إلى مرج الزهور على الحدود اللبنانية الفلسطينية مع مجموعة من قادة حماس عام 1992. بعد عودته إلى غزة، عُيّن مديرًا لمكتب الشيخ أحمد ياسين عام 1997، وتقدم في المناصب القيادية داخل حركة حماس.

في ديسمبر 2005، ترأس قائمة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس، والتي فازت بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، مما أدى إلى تعيينه رئيسًا للوزراء. بعد الانقسام الفلسطيني عام 2007، واصل هنية قيادة الحكومة في قطاع غزة حتى عام 2014. في عام 2017، انتُخب رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس، وظل في هذا المنصب حتى اغتياله في 31 يوليو 2024.

على الصعيد الشخصي، تزوج إسماعيل هنية من ابنة عمه آمال هنية، ورُزقا بثلاثة عشر ابنًا وابنة. في أبريل 2024، فقد ثلاثة من أبنائه وثلاثة من أحفاده في هجوم جوي إسرائيلي على مخيم الشاطئ للاجئين.

تميز هنية بشخصية قيادية مؤثرة، حيث كان له دور محوري في صياغة سياسات حركة حماس والتأثير على مسار القضية الفلسطينية. عرف عنه التزامه بالمقاومة كخيار استراتيجي لتحقيق الحقوق الفلسطينية، مع سعيه المستمر لتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي. كان يحلم بدولة فلسطينية مستقلة وعادلة، حيث يتمتع الشعب الفلسطيني بالحرية والكرامة. رغم التحديات والصعوبات، ظل هنية مؤمنًا بقدرة الشعب الفلسطيني على تحقيق أهدافه المشروعة، وكان يسعى دائمًا لتعزيز صمودهم ومقاومتهم في مواجهة الاحتلال.

اغتياله في 31 يوليو 2024 ترك فراغًا كبيرًا في الساحة الفلسطينية، حيث فقدت حماس والشعب الفلسطيني قائدًا بارزًا كان له تأثير كبير على مسار النضال الفلسطيني. ورغم ذلك، تبقى رؤيته وأهدافه مصدر إلهام للأجيال القادمة في مواصلة الطريق نحو الحرية والاستقلال.